غرفة الرياض.. سبعون عامًا من العطاء
حفل الاستقبال السنوي.. من الإحراج إلى التميز
الرياض- محمد جاموس: لم يكن الحفل السنوي لمجتمع الأعمال الذي نظمته غرفة الرياض، مساء الأربعاء الماضي، مجرد لقاء بروتوكولي، بل هو محطة تاريخية تجسد قيمة التواصل والألفة والمحبة التي سادت بين أعضاء ومنسوبي الغرفة منذ سبعة عقود عندما تأسست الغرفة في نوفمبر 1961، هذا العُرف المؤسسي الراسخ يمثل أساساً متيناً تنطلق منه لجان الغرفة المختلفة لدعم حراك الأعمال المتجدد في المملكة.
يشكل هذا الملتقى السنوي منصة جامعة لا تقتصر على تبادل الخبرات بين قادة القطاع وصناع القرار فحسب، بل تمتد لتكون شريان حياة لرواد الأعمال الشباب، ففي خضم هذا التجمع، يتم توجيه رسائل واضحة ومحفزة تؤكد أن «هذا هو الزمن الذهبي»، ودعوة صريحة للشباب لاستثمار الفرص الكثيرة التي أوجدتها رؤية 2030 ليكونوا جزءاً فعالاً في التنمية.
من أهداف الحفل السامية هو ربط الرعيل الأول من المستثمرين بالجيل الصاعد، لتبادل الخبرات والآراء، وتكوين شبكة علاقات استثمارية تُسهم في خلق فرص نوعية ورائعة في ظل الحوكمة والأتمتة التي تتبناها الجهات الحكومية، إن الحفل السنوي لغرفة الرياض هو دليل حي على تكامل الأجيال وتكاتف القطاعات، لضمان استمرار الريادة الاقتصادية للمملكة إقليمياً وعالمياً.
كيف بدأت فكرة الحفل السنوي
تعود جذور فكرة الحفل السنوي لغرفة الرياض إلى الثمانينات الميلادية، وهي فترة شهدت ذروة الطفرة الاقتصادية في المملكة وحراكاً تجارياً مكثفاً، كانت البلاد تستقبل بانتظام وفوداً تجارية أجنبية للمشاركة في اجتماعات اللجان المشتركة، والتي كان يشارك فيها أعضاء فاعلون من القطاع الخاص السعودي.
كان العرف على تحديد مواعيد اجتماعات هذه اللجان مباشرة بعد انتهاء الإجازة الصيفية. وقد لوحظ أن الأعضاء السعوديين العائدين حديثاً من إجازاتهم كانوا ينشغلون بالسلام وتبادل التحايا الودية مع بعضهم البعض، مما كان يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالوفود والضيوف الأجانب كما تقتضي أصول المجاملة والضيافة، الأمر الذي سبب بعض الإحراج الدبلوماسي والتنظيمي.
ولمعالجة هذا الموقف بذكاء، قرر مجلس إدارة الغرفة، بعد مشاورة وتباحث، إقامة «حفل الاستقبال السنوي» في يوم مناسب يتبع الإجازة الصيفية مباشرة. الهدف كان بسيطاً وفعالاً: تمكين الأعضاء من تجديد العهد والترحيب ببعضهم البعض بشكل منفصل.
وهكذا، تحول هذا اللقاء التنظيمي إلى تقليد سنوي متميز وعادة حميدة، ليس فقط لتعارف مشتركي الغرفة من رجال وسيدات الأعمال وتبادل الخبرات، بل أصبحت هذه السنّة ممارسة متبعة اقتدت بها العديد من الغرف التجارية الأخرى في المملكة.